Page 60 - alamn
P. 60

‫مفاهيم‬
                                                                         ‫أمنـيـــة‬

‫تجســـي ًدا لتوصيـــات المؤتمر العربي الأول للمســـؤولين عن الإعلام الأمني‪ ،‬وانطلا ًقا من رســـالة جامعة‬
‫نايـــف العربية للعلوم الأمنية بشـــأن نشـــر ثقافة الأمـــن بمفهومه الشـــامل؛ فقد حرصـــت الجامعة‬

     ‫على غـــرس المفاهيـــم الأمنية لدى المواطـــن العربي بما يســـهم في تحقيق التوعيـــة الأمنية‪.‬‬
    ‫نستعرض في هذا الباب بشكل دوري‪ ،‬عد ًدا من المفاهيم الأمنية المختلفة‪ ،‬تعمي ًما للفائدة‪.‬‬

                                                       ‫نظرية الضغو 	ط ‪Strain Theory‬‬                                    ‫	‬

‫ظهـــرت هـــذه النظرية في كتابات (ميرتـــون) و(كلوراد أوهلن) وغيرها‪ .‬وتشـــير إلـــى أن الجريمة والانحراف‬
‫ليســـا نتيجـــة لحالـــة مرضيـــة باثولوجيـــة تلامـــس المجـــرم‪ ،‬ولكنهمـــا يحدثـــان نتيجـــة للأوضـــاع والمراكز‬
‫الاجتماعيـــة التـــي تحتلها أو تشـــغلها بعض فئات المجتمع‪ .‬ذلك أن ذات الإنســـان وشـــخصيته هي نتاج‬
‫للنظـــام الاجتماعـــي العـــام‪ ،‬كمـــا أنها تكتســـب خلال عمليـــة التنشـــئة الاجتماعيـــة التي تجددهـــا ثقافة‬

          ‫المجتمـــع‪ ،‬ولـــذا ينشـــأ الســـلوك الإجرامي نتيجة لذلـــك الانفصـــال والتناقض‪ ،‬متأثـــ ًرا بأمرين‪:‬‬
            ‫‪1‬ـ المطامح الفردية التي تشجع عليها ثقافة بعض المجتمعات‪ ،‬مثل‪ :‬تحقيق النجاح المادي‪.‬‬

‫‪2‬ـ الفـــرص التـــي ينتجهـــا البنـــاء الاجتماعـــي فـــي المجتمع لتحقيـــق هذه المطامـــح‪ .‬ويحدث فـــي العادة‬
‫تناقـــض بيـــن الاهتمـــام بتحقيـــق النجـــاح في المجتمـــع والفـــرص الواقعية التـــي تتاح لكثير مـــن الناس‬
‫لتحقيـــق هـــذا النجـــاح‪ ،‬ولهـــذا تعانـــي بعض الفئـــات فـــي المجتمع‪ ،‬مـــن الضغـــوط نتيجة لعـــدم توافر‬
‫الفـــرص المتاحـــة لهـــم لتحقيق الأهـــداف التي تفرزهـــا ثقافة المجتمع‪ ،‬وهنا تتســـم هذه الفئـــات بتزايد‬
‫معـــدلات الجريمـــة والانحـــراف بيـــن أفرادها‪ ،‬إذ يواجـــه كل أفراد هـــذه الفئات تلك الضغـــوط‪ ،‬ومن هذه‬
‫الزاويـــة تعـــد الجريمـــة والانحراف محاولة لمواجهة المشـــكلات التـــي تواجه الفئات التـــي تعاني من هذه‬

                                 ‫الضغـــوط الاجتماعيـــة‪ ،‬والتـــي تحتل موق ًعـــا خا ًصا في البنـــاء الاجتماعي‪.‬‬

                                                       ‫شاهد ممتنع ‪Reluctant Witness‬‬                                    ‫	‬

‫دور الشـــاهد أن يشـــهد بمـــا يعلمـــه أو بما رأه وســـمعه بنفســـه‪ ،‬أو بما ســـمعه على لســـان غيـــره‪ ،‬ولكن‬
‫قـــد يمتنـــع بعض الشـــهود عـــن الإدلاء بما لديهـــم من معلومات للأســـباب التاليـــة‪1 :‬ـ تحت تأثيـــر النزعة‬
‫الفرديـــة والمصلحـــة الشـــخصية‪2 ،‬ـ الرغبـــة فـــي عـــدم التدخل فـــي القضايـــا الجنائية التي قد تســـفر في‬
‫أغلـــب الأحيـــان عـــن فضائـــح‪3 ،‬ـ عـــدم الرغبة فـــي التعامل مـــع الشـــرطة‪4 ،‬ـ الخـــوف من ضيـــاع الوقت‬
‫والتعـــرض للانزعـــاج الذي يصادفه الشـــاهد أثناء حضوره جلســـات التحقيق في مراحلـــه المختلفة‪5 ،‬ـ عن‬

                                                                                                        ‫ســـوء نية‪.‬‬

                                                                                                                          ‫‪60‬‬
   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65